قاعة التجمع

من طرف **W.A** الثلاثاء أبريل 14, 2015 8:37 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

مراقبآ سناكُ وهو يزحفُ حول الطاولاتُ بدوائرُ مُتصلة لأستمعُ لما قاله أنظرُ له نظرة التشككُ تِلك لأقولُ بينما أعتدلُ: أتظنُ إنه قد حدث شىء بلفعل وأنا أخفى الامرُ حسنآ لنرى لم تحتملُ الالمُ بمجردُ لمسكَ التمثالُ ، فكيف سأحتمله أنا.

نظرت له و قلت :

= لم يكن آلما !

شربت القليل مرة آخرى و قلت :

= قلت رأيت و لم اقل شعرت .

= ثم انا لا اتهمك بشئ انا اتأكد فقط .

رمقتهُ ببطء وتشكك قليلآ لاقولُ بعدِها:حقآ لأنك أنتفضتُ كأنك لمستُ سلكآ كهربائيآ..أعاود النظر أمامى لأتابعُ:لِهذا ذكرو أن تِلك الغرفة خطرة وممنوع الدخول بها.

قطبت و قلت بتهكم :

= و كذلك الحال مع كل شئ بتلك القلعة

= اتعلم لقد سمعت عن رقعة بالارض بخارج القلعة ، لا يوجد نهاية لتلك الهوة ماذا ان سقط احد ؟

= المخاطر تحيط بنا بكل الاتجاه و هذا يعنى ....

نظرت له و قلت بإبتسامة ملتوية :

= الكثير من المرح .

ضحكتُ لما قاله لأكملُ:لم تدعنى أكملُ عبارتى هم يضعون التحذيرُ ولكِن من يهتمُ..اومئتُ براسى حينما تحدثُ عن تلك الرقعة لاقولُ لهُ:نعم لقد سمعتُ عنها..رفعتُ كلتا يداى وقلتُ له:هوة مُتسعة لانهاية ولاعمقُ لها..يبدو ذلك مخيفآ قليلآ.

قلت محركا كتفاى :

= قد نربط حبلا و نقفز بها و نرى الى اين تقود

نظرت له و للافعى معه و قلت :

= هل يروقك المكان هنا ؟

نظرت له ببطءُ قبل أن أضحك وقلتُ::نعم وقد يكون يراقبنا احدى الخرقى ،ليقطعُ الحبلُ ونحنُ بالاسفل وينتهى كُل شىء..صمتتُ مع سؤالهُ هذا قبل أن أقولُ لهُ: نوعآ ما..أراهُ بداية لِغاية كبرى سأجدها هنا بلا شك..ماذا عنك؟ ألا يروقك.؟..

لم اعلق على الفور لكنى اخذت وقتى بالتفكير و البحث عن المغزى الذى اريده بالضبط من الكلمات فقلت اخيرا :

= ليس الامر انه لا يروقنى ، لكنى فقط اشعر اننى مقيد هنا

= اى غاية تلك التى سأحاول اثباتها ان كان المصير تم التخطيط له مسبقا

= و ان تمرد فأنت خارج عن القوانين و يجب ان تعاقب و تعاد للمسار الصحيح اجبارا

عبثت بالكوب و اكملت :

= ارى اننى حبيس هنا ، حبيس غايات الاخرين فحسب .

صمتتُ لثوان مُراقبآ إياه وهو يتحدثُ قبل أن أنحنى لأمدُ يدى تجاهُ سناك حينما زحف تجاهنا ليلتف على ذراعى ، لأعتدلُ ناظرآ له وقلتُ: حبيس غايات الاخرون..لم أفهمُ شىء مما قلتهُ..

حركت رأسى و قلت :

= لا تهتم ، انا فقط ابدى اعتراض على حالة الملل التى اراها هنا

انهيت الكوب و اكملت :

= سناك لطيف ، احببته بالفعل .

: كما ترغبُ لكِن عادة أبناءُ بلاك يفعلون مايريدوه ليس مايمليه عليهم الاخرونُ..قُلتها لهُ ونظرتُ لسناك لأبتسمُ وقلتُ وانا امررُ يدى على جلده الاملسُ: ببعضُ الاحيان يكونُ مزعجُ .

ابناء بلاك يفعلون ما يريدون !

هذا وهم ، ان كان الامر هكذا فلما اجد " سباستيان " متنكرا فى هيئة كلب ليرافقنى

انتبهت من افكارى و قلت :

= بالفعل لا احد يجبرنا على فعل شئ

ضحكت و قلت :

= لا انه رائع ، كنت املك واحد .

لا أقلام هنا .. سُحقًا لهذا !
دلفت المكان حاملة دفتر و ريشة و محبرة ، و إن كان هذا لا يُعطيني أسخف مظهر فلا أعلم ما الذي قد يفعل !
لاحظت وجود الفتى الجديد الذي رأيته قبلاً على سطح السفينة ، لا أذكر اسمه ، و هذا البلاك .. و كأن اليوم ينقصه لعنات و اتفاقيات عقدتها بعد منتصف الليل ..
و بعد رؤوس أخرى لم أميزها ،.. من اللطيف ألا يحظى المكان بضجيجه المعتاد .. عامل آخر يُساعد على تركيزي فيما أرغب بفعله ..
جلست على مقعدٍ شاغر منعزل بعض الشيء ، ليشتعل حذاء السيد بلاك تلقائيًا ،
أفتح دفتري بعدوء تام و ألتقط ريشتي بعد تغذيتها بالحبر ، لأبدأ بترتيب أفكار على الصفحة البيضاء .

كنت مركزا مع دخولها ، فلم انتبه الى رائحة الاحتراق الا عندما شعرت بالحرارة لأنظر لمصدرها فإذا هو حذائى يشتعل

خلعته ثم سكبت كوب المياة الموجود على كل طاولة عليه لينطفئ

قطبت و اعدت ارتداء حذائى بعد ان انطفئ و قلت لـآيزاك :

= ثانية واحدة

نهضت و احضرت كوب عصير آخر و انتظرتها ان جلست و استقرت ثم جعلت العصير السائل يصافح خصلات شعرها مباشرة لأقول :

= مرحبا بكى ايضا

ثم عدت لأجلس قرب آيزاك لكن قرب مكان جلوسها و قرب الباب بكل الاحوال استعدادا للفرار ، ثم قلت لـآيزاك :

= عدت ,

هززتُ كِتفاى ببطء مع صمتهُ لأقولُ بعدها::هم يملون علينا مانريدهُ ونحن لاننفذُ شىء..قلتها له ونظرت لسناك لاقولُ له: احدآ مثله لاانصحك..قُلتها له وتركته من جديد أرضآ ليبدء زحفه هذا حول الطاولاتُ من جديد وحينما أعتدلتُ راقبتُ مايفعله إيدوارد وماتفعلهُ الفتاة لاضحكُ حينما عاد وقلتُ:مرحبآ بك أيضآ ولكِن أحذرُ إيد الصهباواتُ ليسوُ متساهلين أبدآ ..

قلت لـآيزاك :

= ولا التساهل سمة من سمات آل بلاك

اتسعت عيناي مطلقة شهقة حادّة :
أفسدت شعري .. أيُها اللعين !

شعرت بالحرارة تلفح وجهي .. و قد انتشرت بالمكان حتى أكاد اقسم أنني اشتممت رائحة حريقٍ ما ..
نظرت حولي بتوتر بينما أبحث عن العصا بجيبي و .. نسيتها مُجددًا .. تبًا !
أغمضت عيناي في تركيز ، أقصى ما لديّ ، لأقوم بتجميع الحرارة بالقاعة ، أسحبها .. و أدفعها نحوه ، لتُحيط به وحده .. سترافقه كظله لفترة لا بأس بها ،
و بالتأكيد مع عدة أعراض ، أهمها الصعوبة بالتنفس بكُل تأكيد !
لأنهض مغادرة القاعة ، عودة لغرفتي ..

ابتسمت على رد فعلها و نهوضها هذا ، راقبتها و هى تخرج و قد بدأت اشعر بالحرارة بشكل مبالغ به لأنهض و احضر كوب آخر من العصير اشربه سريعا شاعرا بأن الهواء حولى ساخن لدرجة تؤلم اثناء التنفس فقلت لـآيزاك لاهثا قليلا :

= ما بال المناخ هنا ؟

راقبتُ مايتم ومافعلتهُ تلك ا لفتاة بداية لم اهتم فلقد حذرتهُ ولكنى نهضت من مكانى بغتة وانا أقولُ:اللعنة. ألمنى ذلك السوارُ حينما شعرت بالاحتراقُ به بحق الجحيم وهل انا من قال له ان يعادى تلك الفتاة..امرُ اخرُ يورطنى به سأقتلك بحق ريمون ، سمعتُ مايقولهُ لأقولُ له وانا أساعدهُ على الجلوسُ مِن جديد وقلتُ:أخبرتك يافتى الصهباواتُ ليسو مُتساهلين.

سعلت مجددا و تولد شعور بالحرقة بعيناى لأجذب الكوب امامى و اتناوله محاولا التخفيف من تلك الحرارة المريعة التى اشعر بها و قلت له بغضب :

= اللعنة ماذا فعلت تلك الحمقاء ؟

= ليسو متساهلين ؟ سأجعلها تكره اليوم الذى جاءت به الى هنا .

سعلت مجددا لأتجه نحو نافذة مفتوحة اقف جوارها املا فى تخفيف تلك الحرارة .

هززتُ رأسى ببطءُ نفيآ وقلتُ:رُبما هذا يجعلك تفكرُ ألا تتحداها مِن جديدُ..قُلتها له وحينما أتجهُ لمكانُ النافذة مررتُ يدى على هذا السوارُ قليلآ قبل ان أذهبُ خلفهُ وقلتُ: لاتبدء العداء مُبكرآ إيد فلازالُ العام طويلا امامنا ولسنا بحاجة للمزيدُ من المشاكلُ..

سارعت بتجفيف شعري بعد أن انتهيت من أمر تنظيفه ، و تكفل الهواء البارد أثناء عودتي بإتمام الأمر كما ينبغي ..
حين دلفت ، لمحته بينما يقف أمام النافذة ، و حالته تبدو بشعة بحق !
اقتربت منه ، لأقف خلفه تمامًا هامسة بتهكم :
أنت بخير.. إيد-وارد ؟

و لفظت اسمه ضاغطة على مخارج حروفي ..، لأتابع بعد سماعي لما قاله الآخر :
يبدو صديقك حكيمًا ، بلاك .. لما لا تستمع له فحسب ؟

ارغب بخلع القلادة ، قبضت عليها بقوة موليا اياه ظهرى و صوت انفاسى اصبح مرتفعا

لكنى لا استطيع لأننى لست وحدى بالمكان !

اكتفيت فقط بأن احاول التنفس بهدوء لكن حتى هذا غير مجدى

التفت لـآيزاك و قلت بغضب :

= اتعلم تلك الفتاة ستدفع الثمن و ان كان اخر ما افعله هنا .

التفت لها عندما سمعت صوتها و قلت ضاغطا على اسنانى:

= انا بخير ، يبدو شعرك لطيفا بعد التصفيف

= كل منا لديه حكمته و صدقينى حكمتى و حكمتك لا يقلان عن بعضهما البعض .

ارتفع حاجبيّ في انبهار :
هذا العند سيتسبب في مقتلك يومًا .. و أعني ما أقول !

أملت رأسي بينما أرمقه في براءة تامة :
لكنّي لا أفهم عن أي شيءٍ تتحدث !

قطبت بتأثر مصطنع ، لألمس بظهر يدي جبهته متمتمة :
أووه ، هذا سيء ! هل أُصبت بالحُمَّى أم ماذا ؟

:توقف عن المُعاندة فحسبُ إيدواردُ .قُلتها له بضيقُ وألتفتتُ لتلك الفتاة حينما أتتُ وقلتُ: انا أيضآ أرى ذلِك وكِلاكما لاتبداوها لستُ اجالس اطفال هنا بحق.

ابعدت وجهى عن مكان يدها و قلت رغما عنى من بين انفاس لاهثة :

= ستفهمين بيانكا قريبا لا تتعجلى ففى العجلة الندامة

اشعر اننى سأنصهر ان لم اشرب المزيد من المياة لكن بنفس الوقت لم ارغب بمنحها الرضا بمعرفتها اننى حقا تأذيت مما فعلته اى كان فظللت واقفا بمكانى و يدى تشتد قبضا على تلك القلادة مقاوما تقريبا كل خلية من جسدى كى لا انتزعها و قلت لها بحنق :

= عليكى اللعنة ماذا فعلتى ؟

لحُسن حظه أنها كانت إحدى تلك اللحظات النادرة الأسطوريّة و التي استطعت بها فعلاً التحكم بقدراتي ، لتتلاشى كرة الشغط الحراريَة تلك من حوله مُعيدة الأمور لمسارها الطبيعيّ ، لأرمقه ببراءة تامة :
ماذا تعني ؟!

سقط نظري إلى يده ، و ما التفتّ أصابعه حولها ، لأمسك يده بحزم بغتة :
أرني تلك ..

نظرت تجاه آيزاك و قلت له :

= حقا ! وقت التذمر هذا ثم انت تعرف ان الامر لا علاقة له بالطفولية

فجأة تلاشت تلك الحرارة لأجدنى تنفست بعمق و قوة بعد ان كدت اختنق حقا

نظرت ليدها حول رسغى و نظرتها لقلادتى فقلت ببطئ دون ان افلت يدى :

= لماذا ؟

أنتيهنا من هذا الامرُ لندخلُ لامرُ أخرُ أمرُ القلادة تلك ..هى قابضة على يده وهو يخفى تلك القلادة ..لأفصل كِلاهما عن الاخرُ وقلت:لننهى تِلك المهزلة .

دفعت الآخر عني بحدة :
فلتبق بعيدًا يا هذا !

لأنظر لبلاك ، قائلة ببطء ضاغطة على كلماتي :
قلت .. أرني إياها !

وقفت بينهما و قلت لها :

= ابقى يدك الى جوارك

التفت لـآيزاك و قلت له :

= لا تلمسها يا رجل قد تفجرك الا ترى !

عدت انظر لها و ازحت يدى عن القلادة و قلت ببطئ :

= لا تلمسيها .

= وهذا بالتاكيد ليس خوفا منك لأنك ضغطى على اسنانك انه خوفا على اسنانك من ان تنكسر .

هل دفعتنى للتوُ ..أظنها قد فعلتُ..هممتُ بفعلُ امر ما ولكِن إيدوارد وقف بيننا .. لأستمع لما قالهُ فقلتث له:يبدو ان لدينا رفيقة شرسة وحادة الطباعُ إيد.. وضعتُ يداى بجيبُ سترتى ونظرتُ لتلك القلادة ثم لها مُتابعآ .

اتسعت عيناي ما إن أبعد يده .. إنها هيَ !
دون أن أعبأ بما قال ، رفعت أناملي لتلامسها برقة ، لتتوهج بلونٍ ناريّ ما إن فعلت .. لأبعد يدي سريعًا ، و تعود لطبيعتها ..:
سحقًا !

همستُ بها بهلع ، لأنظر له :
أين وجدتها ؟

ضربت يدها و قلت بحدة :

= اخبرتك الا تلمسيها

اخفيتها اسفل ملابسى مرة آخرى بعد ان عادت لرزقتها و نظرت لـبيانكا تلك بشك و قلت ببطئ كاذبا:

= ارث عائلى .

التفت لـآيزاك و قلت له محاولا الخروج من الموقف :

= انت محق يا صديقى

قطبتُ قليلآ لِما تم بل ورمقتهُ بشكُ لِثوان لِما يقوله لارددُ بعدم فهم:إرثُ عائلى..أنظرُ له وللفتاة تِلك ولم افهمُ بحق مايدور وسرُ تلك القلادة

صحت بحدة :
كاذب !
ليست إرث لعين عائليّ .. قُل أين وجدتها !!

نظرت لها و قلت ببرود :

= هل انا مجبر على اجابتك ؟

= لا شأن لكى بيانكا !

ركلت مقعد أو ما شابه في حنقٍ واضح ، و لم آبه للألم الذي دب بقدمي .. تلك الثورة بداخلي فاقت كل شيء !
نظرت حولي باهثة عن إلهام ما ، فقد وجدت ما أبحث عنه ، لكنها مع هذا الأخرق و الذي .. بكُل تأكيد .. لن يُقدمها لي كهديَّة يوم عيد مولدي القادم.
مرت أضابعي لتتخلل شعري معيدة إياه للخلف ، لأزفر بقوة ،

و دون مزيد أغادر القاعة ..

أرث عائلى حقآ هل تناسى الصلة التى بيننا ..إنه أذكى مما ظننت ريمون بحق:هيى أخفضى صوتك..قُلتها بضجرُ حينما صاحت قبل ان تغادرُ لأنظرُ له وقلتُ له بخفوت:كيف وصلت لك تلك القلادة؟.

نظرت لها و هى تغادر و لم اعلق ، ثم نظرت لـآيزاك عنددما سأل و قلت له بإقتضاب :

= اخبرتك ارث عائلى ؟

= ما شأنكم هل اصبحتم جميعا تعرفون المغزى منها

صمت لأزفر بضيق ثم قلت له :

= اعذرنى انا مستاء فحسب ، انها فقط هدية من العائلة اقسم .