الغابة المتجمدة

وجدتني وصلت لهذا المكان

لا أعرف ما هو حتى

إنما لا أُريد الإختلاط بأحد أو رؤية أحد وأنا في تلك الحاله

الرفض

شعور كريه

أترُك دريم من بين يداي ليتبعني خطوه بخطوه ويموء من جديد

" صدقني أنا بخير "

شيء لا أجده غريب كوني أفهم أصوات الحيوانات في بعض الأوقات

إنما هذا من ضمن الأمور التي سببت الفزع لوالداي

كوني مُميزه

لقد أدركت أن هذا تمُيز على عكسهم ولكن رُعبهما جعلاني لا أفعل تلك الأمور المُميزه

شعرت بالبلل على وجهي لأبتسم

دموع من جديد

وصلت لمنطقه وسط الأشجار فسيحه بعض الشيء لأتوقف ويتوقف دريم

هناك تبّه مُنخفضه بعض الشيء ، وها انا أتسلقها وأقف عليها ، وها هو دريم يفعل المثل

أتطلع حولي ثم أجلس مكاني لأُشير بكلتا سبابتاي لكل ما هو حولي وأقوم بإدارتهما لعسك عقارب الساعه لأصنع أكثر من دوامه من أكثر من مكون

الهواء .. التراب .. أوراق الشجر .. وماء الجدول القريب

ولو كانت هُناك نار لصنعت دوامه ناريه

أُحب ما أفعل ، والآن لن يمنعني أحد من فعل ما أُحب

إنما أنا أبكي

دريم يتمسح بي لأمسح على رأسه

" أنا بخير "

ليقبع على قوائمه الأربع ويُشاهد وإياي تلك الدوامات التي صنعتها وهي تتحرك من حولنا بطريقه عشوائيه

أشعُر بـه مُرهق ، و حوافره تضرب الأرض بقوة ، راكضًا هو كالبرق يشُق طريقه .. و أنا أحثه على ذلك ..
أسرَع .. أسـرَع !
لكزتهُ بقدمي .. و نظرة للخلف .. اللعنة ، هم على وشك الإمساك بنـا بالفعل !، و أظن أن هالتي قد فضحت أمري .. فالآن .. لا يتملكني سوى التوتـر و الفزع ، و سرعتهم تزداد لأنهـُم على علمٍ بالأمر ..
فقط و بتلك الثانيـة .. رأيتُها .. الدائرة الضوئيـة العملاقـة .. تنتظر كلانـا !
لكزة أخرى للحصان ، الآن لا يفصل بيننا و بين الدائرة الكثير و ..
+ الآن ، إكـزافييـر !+

صحت بالكلمات ، ليتوقف الحصـان بغتة على مبعدة متران من الدائرة ، و أطير عن ظهره بفعل التوقف المُفاجئ .. حتى أخترق الدائـرة ، و بالثانية ذاتها تُغلق .. لقد انتهى وقتها المُحدد .

اصطدمتُ بالأرق بقوة ، و صدر عني حينها تأوه لألمٍ واضح بكافة ضلـوع جسدي ، قبل أن أتقلب بمكاني في مُحاولاتٍ عدَّة للاعتدال نجحت الأخيرة بها .
لأقف ، و أبدأ بنفض الأتربـة عن ملابسي الفاخرة .. ملكيـَّة هي .. أو كانت !
تلفَّت حولي بلهفة ، لأجدني دونه .. ماذا ؟ هل قفزت وحدي ؟ أ تركني.. وحدي!؟
إستدرتُ للخلف بغتة نحو الموقع السابق للبوابة ، لتتسع عيناي .. إيـوان ..
مرت رجفة بكامل جسدي ، لتتحرك شفتاي بالكاد هامسة :
+ لا..+
لقد حصلوا عليه ، حصلوا على أخي !

أخذت خطوة للخلف ، لأستقيم بوقفتي ، و أرمق المكان حولي متنفسة بقوة ..
أنا الآن وحدي .. وحدي تمامًا .. و عليّ أن أتماسك .. لأجل الجميع .. عليّ أن أفعل .
إلتقطت عيناي إحداهن جالسة ، لتضيق لثوانٍ ، لا أعلم منذُ تى و هي تجلس ، لكن لا أظنها فوتت مدخلي الملحميّ منذُ لحظات .. ياللهول !
نقيّت حلقي ..:
+ لستِ بحاجة لإخبار أحدٍ بما حدث توًا ، صدقيني . لا أنتوي إيذاء أي أحدٍ بأي شكلٍ من الأشكال +

طاقة من الضوء تكونت بغتة ليظهر خلفها مكان آخر

توقفت تلك الدوامات بغتة وعم الصمت والسكون

حملت دريم وظللت مكاني أرقب بفضول ودهشه ما يحدُث

تلك الغريبه إما عدائيه أو تتخذ موقف الهجوم للدفاع

أبتسم وأنا أتطلع لها وكذلك يفعل دريم

" تبدين كمن خرج من كتاب للأساطير أو أحد كُتب التاريخ "

رفعت يدي اليُمني للأعلى لأقول بجديه

" وأقسم لكِ أنني لن أقول لأحد ما رأيت "

نهضت لأنزل بحرص من فوق تلك التبّه وأنا أتمسك بدريم لأقف أمامها وأقول

" أتعرفين أين أنتِ بدايه ؟ "

فهي ذكرتني بالكثير من أفلام الخيال العلمي والفانتازيا ، حين يقفز البطل أو البطله في حقل طاقة أو بوابه سحري ليجد نفسه في مكان لا يعرفه

راقبتها في ترقُّبٍ بينما تتجه نحوي ، حتى توقفت ، و عند سماعي لسؤالها نظرت حولي بحرص :
+ الأرض ، لكن أين تحديدًا ..+
عدت بنظري إليها ، لأحرك رأسي نفيًا عن جهل ، حتى رأيت ما بيدها ، لأبتسم بهدوء :
+ مرحبًا ، سيث +

ينعقد حاجباي في حيره

" الأرض !! "

أهز رأسي

" لا تقولي إنكِ لستِ بشريه !! "

أنظر لدريم والذي يموء لأبتسم

" إسمه دريم "

رفعت عيناي لها

" وأنا ماليكا "

أنظر حولي

" وصراحه نحن في مكان ما من الأرض فعلاً إنما ليس بتقليدي "

أبتسم وأقول بفخر

" نحن في أكاديمية ميرليكس "

قطبت ، لأتمتم ببطء :
+ لستُ.. بشريّة ؟!+
ضحكت بخفوت و قد صعدت يدي لتغطي فمي بتلقائيّة ، ثم قلت :
+ بالتأكيد بشريّة !.. لستُ أرضيّة فحسب +
نظرت للكايت سيث بيدها في حيرة :
+ و .. لما لا يُجيب عن نفسه ؟+
نظرت حولي ، لأومئ في تفهُم قبل أن أعود لها :
+ ما هيَ أكاديميّة ميرليكس ؟+

أهز رأسي لأحاول عدم الدخول في صدمه

يجب أن أتوقع المُمكن وغير المُمكن الآن

" أعتذر عن غبائي "

نظرت لدريم ثم لها

" الحيوانات هُنا لا تتحدث ... "

صمت بتفكير

" أو لنقُل أن لُغتها غير مفهومه لأغلب البشر "

لا أفهم نفسي حتى

" ما الذي أقول ؟ "

أهز رأسي

" إسمعي ، هُنا على الأرض الحيوانات بجل أنواعها لا تتحدث على الإطلاق "

أنحني قليلاً لأتُرك دريم أرضاً قائله

" وهذا النوع من الحيوانات من فصيلة القطط "

أمسح على وجهي بعد أن وقفت من جديد

" إنها أكاديمية لتعليم السحر "

حركت رأسي سريعًا :
+ أوه، لا بأس، لا داعي لأن تشعُري بالغباء .. من الطبيعيّ أن يتواجد اختلاف ، إنهُ اختلاف عوالم و ليسوا مُدن .. امم ..+
نظرتُ خلفي حيث كانت البوابة ، لأعود لها مُشيرة للخلف :
+ تلك تدعى بوابة الأبعاد ، ولا يجدُر بكِ معرفتها ، لا يتم استعمالها سوى نادرًا للغاية ، و من قِبَل العائلة الحاكمة وحسب +
قطبت .. هل كان يجدُر بها معرفة كل هذا من الأصل ؟ لكن غالبًا يجدُر بي شرح ما حدث توًا بما أنها أعطتني كلمتها بعدم إخبار أي أحد ،
و على حالتي تلك ، بالتأكيد أحتاج للرعاية هنا .. و على ذكر الرعاية ..:
+ من حاكمكم ؟+
لفظتها متسائلة ، قبل أن أنظر للقط دون فك التقطيبة :
+ و لم تجربوا تعليمهم التحدث بلغتكم ؟+
لأرفع نظري لها على فور في بلاهة :
+ المعذرة ؟ مدرسة .. لتعليم السِحر ؟ لماذا !؟+

حركت رأسي مثلها

" أعلم هذا ، ولذا أشعر بالغباء "

أتحرك بجسدي وأمد رأسي ورقبتي لأنظر لمكان إشارتها وأقول بفهم

" أها "

كما في أفلام الخيال تماماً ، ولذا فهمت بسرعه

أبتسم بصعوبة ووجهي يتلون لأنني أكاد أنفجر من الضحك

" هنا في الأكاديميه لا يوجد حاكم بل مُدير وأساتذه ومُعلمون ومشرفون ، ولو تقصدي البلد فنحن في بريطانيا وهُناك ملكة "

أُدير عيناي لأُغمغم

" والتي أعتقد أنها لا تعرف شيء عن ميرليكس "

نظرت لدريم ثم لها ، تتحدث بجديه لأضحك لأن هذا كثير ، ثم أضع يدي على فمي والأُخرى أرفعها في مواجهتها

" اعتذر بحق ، إنما ما تقولينه جعلني لا أتمالك نفسي "

أضع يدي على صدري وأتنفس بعُمق وملامحي تتلون بالضحك إلى أن هدأت

" لا يُمكن تعليم الحيوانات الكلام "

قلبت عيناي بتفكير

" إنما من الجائز هُنا يُمكن هذا "

أزفر بقوه

" أنا مثلي مثلك هنا - على الأقل - أُعد غريبه لأنني منذ شهر تقريباً لم أعتقد أن السحر حقيقي وليس خيال "

تتسع عيناي لأنها تسأل أسئله غريبه ولي أنا

فأنا مثلي مثلها

" أعتقد أن تعليم السحر جُملة مُبالغ بها ، لنقُل أننا في مكان لثل الخبرات والقُدرات لمن يمتلكون قُدرات سحريه "

جيد أنني من قابلتها وليس أحد من المُتهجمين وإلا أكلوها حيّه

نقيّت حلقي و قد تلون وجهي في حرج عند ضحكها ، لأرفع أصابعي لفمي :
+ المعذرة ..+
نظرت للقط مُجددًا لأقول بتوضيح :
+ عندنا تلتقط الحيوانات اللغة مِنّا ، كالأطفال الرضيعة في صغرها +
أومأت لها في تفهم عند الشرح ، لأسأل :
+ و من يحكُم الأرض ؟ هل تستطيعين إيصالي بـ..+
كنتُ لأسأل عن حاكمهم ، لكنني عدت أدراجي قبل أن أفعل ، من المفترض أن وجودي هُنا سريّ ،

نظرتُ حولي ، لأقول بينما نفض ملابسي لمرة أخيرة :
+ أخبرتني .. بما يتم دعوتكِ هنا ؟+

أسد يدي في شعري لأُبعثره

" الأمر عندنا مُختلف بالنسبه للحيوانات "

تتسع عيناي لأتذكر من هي لأقول لها بشرح وصبر

" الأرض ليس لها حاكم واحد ، الأرض عباره عن سبعة قارات - كما أتذكر - وكل قاره مُقسمه للعديد من الدول ولكل دوله رئيس أو ملك أو حاكم لها "

وهذا شرح مُبسط عن طبيعة الحُكم على الأرض

أنظر لملابسها الغريبه

" إسمي ماليكا ، وليس لي لقب ، ولا يوجد أحد هُنا لديه لقب . ما إسمك ؟ "

أُشير لملابسها بسبابتي والتي أُديرها

" وتلك الملابس لن تنفع هُنا بلا شك "

أشرتُ لها :
+ كنتُ .. أعني اسمُكِ ..+
أديت إنحناءة رسميّة بسيطة :
+ أُدعَى ..+
توقفت عند لفظي لإسمي الحقيقيّ .. على الأغلب ستكون تلك فكرة سيئة ، لا أعلم ما الذي قد تطلبه في مقابل طلبي لمُساعدتها ، و التي سأحتاجها بكُل تأكيد حاليًا ..
اعتدلتُ مُعتصرة رأسي في مُحاولة لتذكر اسميَ الأرضيّ ..:
+ نايت ، سكايلر نايت ..+
ابتسمت :
+ ضياء عالم ميريديان ، و حارسة قلب الطـ.. +
قطع حديثي صفارات مُزعجة مُتتالية ، لأقطب بينما أُدير نظري في المكان :
+ هل هذا مُعتاد ؟+

صفعت جبهتي

" أُعذريني "

أتأملها بصمت .. أنست إسمها ؟؟!!

تتسع عيناي بعد أن كٌنت أبتسم ، فهي تشرح أمور غريبه عن كوكب الأرض بأكمله

نظرت حولي مثلها لأقول

" لا اعرف "

أبحث عن دريم إلى أن وجده يأتي وحده لأبتسم وأقول لها

" الأفضل أن نعود للقلعه "

أبدأ في السير ببطئ لتتبعني

" ونصيحه ، حين يسألك أحد عن إسمك فلا داع لكل هذا الشرح والذي لم تُكمليه ، أنتِ هُنا كالجميع "

أبتسم بصدق لأُدير رأسي لها وأنا أسير

" وبالنسبه للملابس فأمرها محلول بكل تأكيد "

فعندي الكثير والكثير منها

أضحك بغته

" وبما أن النظام هُنا أن لكل طالب غُرفه فسوف نتشارك الغُرفه ، فهذا مسموح كذلك "

أتوقف عن الكلام والسير وكل شيء ليتخضب وجهي وأقول بحرج

" هذا لو قبلتي بكل تأكيد "

فها انا ذا أفرض نفسي من جديد وعلى واحده ليست من الأرض وكذلك ليست بفرد عادي في عالمها

تبعتها بهدوء و قد حملت بسلاسة تنورة ثوبي ، و بشكلٍ ما .. أظن أن الصفارات كانت تعني بطريقة أو بأخرى عدم ترحيب المكان بي .. لكنّها لا تبدو سيئة كذلك ، الفتاة ، فلا أظن أن ما ستطلبه أيًا كان سيكون بهذا السوء !
استمعت لما تقوله في تركيز ، لأومئ لها مع كل قاعدة تذكرها ، ثم قلت بالنهاية :
+ أستطيع .. فعل هذا كُله ، و حسنًا .. أستطيع أن أشرح لكِ ما لا تفهمينه أيضًا لتتمكني من التعامُل معي كما ستفعلي معي ، لكن .. أنا آسفة بحق .. ليس لديّ ما أُعطيه لكِ بالمقابل ..+
قطبت بضيق ، أنا أحتاجها فعلاً ، و هذا يضعني بموقفٍ مُحرج :
+ سأتفهم إن لم توافقي على مُساعدتي الآن ، لكِ كُل الحق +

توقفت من جديد لألتفت لها بكامل جسدي ، ودريم يتوقف بدوره ويموء

يبدو أن دريم يعرفني كثيراً

" لا تقلق ، لا تعرفني "

أبتسم لها وأقول ببساطه

" أنا سأتعامل معكِ على أنكِ صديقتي وزميلتي هُنا ورفيقة غُرفتي ، لن أسأل على شيء يخُصك طالما لا يمسني لأننا نتعرف كالغُرباء حالنا حال كم من هُنا "

مددت يدي لها بقوه

" أفهم كون المرء غريب ولا يعرف مكانه أو حقيقته "

نظرت ليدي الممدوده

" وتلك تعني أننا مُتفقان وأصدقاء ، حين تمدي يدك وتضعيها في يدي "

ابتسمت حين قامت بمد يدها :
+ أستطيع تمييز مُصافحة . أعتقدها إشارة السلام الوحيدة التي يتفق عليها عالمينا +
فكرت قليلاً ، و بشكلٍ تبدو صادقة بحديثها ، لكن الأمر مُريب كذلك .. أعني ما الذي قد يدفع أحدهم لمُساعدة آخر دون طلب مُقابل ؟
لأريح نفسي فقط ، عرضت ..:
+ أستطيع مُساعدتكِ بأمر السحر ذاك . إننا نولد به فطريًا ، كالحديث و المشي .. لذا لا تقلقي ، ستكونين بأيدٍ أمينة +

صفعت جبهتي براحة يدي الأُخرى

" أبدو سخيفه ، أعلم "

تتسع إبتسامتي كثيراً لأقول بحماسه

" على الرغم من أنني لا أُريد أي مُقابل ، إنما يسعدني عرضك للمُساعده ذاك "

أضحك من نفسي وأقول

" فأنا جديده على كل هذا ، وكل ما أقوم به هي أمور فطريه "

حركت رأسي ضاحكة :
+ حسنًا ، لا بأس ، لستُ بحاجة لساحرة متمرّسَة حقيقة لتدلني على الطريق هنا ، فكما فهمت منكِ .. السحر ليس بشيءٍ شائع هنا ، لذا أظنكِ مثاليّة تمامًا +
انهيتُ جملتي بإبتسامة واسعة ، و دخلت معها للقلعة .

لم تفهم الأمر جيداً

" لا ... ليس هكذا ... "

أسرع لأفهمها حتى لا تقع في المشاكل

تركت ماليكـا تحظى بقيلولتها ، و لم أشأ إزعاجها في الواقع .. إنها تستحق بعض الراحة بعد أن قضينا ليلة البارحة في الثرثرة ، فقط لأشرح لها أن ما قمت به مع الجدار لم يكُن سوى تعريف المكان بوجودي .. كنتُ أُنشئ لي وجودًا هنا وحسب.
عدت للنقطة ذاتها التي أتيت منها ، حيث كانت البوابة ، ..
بالتأكيد تأكدت من ارتداء زيهم الرسميّ ذاك ، و أيضًا لا هالات نورانيّة ، ولا أي شيء ، فقط بشريّة مثلي مثلهم ..
يُفضل كثيرًا الإبقاء على أمر الهالة ذاك داخل الغُرفة فحسب ، على الرغم من كون الأمر غير مريح على الإطلاق !
رفعت يدي بالهواء .. أحاول استشعار الذبذبات .. أي شيء يخص البوابة ، أو أي شيء قد يساعدني على استعادتها دون استحدام القلب ،
لكن .. لا شيء !

دخلت الغابة مع ادوات رسمى مقررا انها المكان الانسب للحصول على الراحة الذهنية و المناظر الطبيعية للرسم

جلست متسندا لأحد الاشجار و وضعت الكراس على ساقى لأرسم ما امامى عندما دخلت تلك الفتاة

لم ارى وجهها لكنى رأيت ما تفعله لأراقبها بدهشة ثم نقيت صوتى لأقول :

لم اقصد المقاطعة لكن ، هل تتحسسين الهواء ؟

اتسعت عيناي ، لأسحب يدي بغتة و أضعها لجواري .. هذا سيء .. سيء !
ضغطت شفتاي معًا لأغمض عيناي بقوة ، كيف لم أشعُر بدخول أحدهم ؟ هل أُخِذت عمّا هو حولي لتلك الدرجة !
نقيّت حلقي ، و حسنًا ، لا داعي للبحث عن تبرير .. إنها مدرسة للسحر فوق كل شيء كما قالت ماليكا ، صحيح ؟
لا داعٍ للفزع ..
فتحتُ عيناي ، لألتفت نحو مصدر الصوت ببطء ، إنهُ يرتدي الزيّ ذاته إذًا ،.. أحد الطلبة .. :
+ نوعًا ..+
قلتها مُبتسمة بهدوء ، لأرى ما معه ، و أُدير دفة الحديث على إثر هذا :
+ ترسم ؟+

ما ان التفتت و رأيتها حتى اتسعت عيناى قليلا و نظرت لها ببعض البلاهة دون حديث لفترة

انها هى !

قلت محاولا التركيز :

اوه ارسم اجل بالفعل افعل هذا لكن امممم

نهضت من مكانى و قلبت بكراس الرسم الى رسمة البارحة حيث انتويت رسم الشموع و إذ بوجه فتاة يتوسط الرسمة و معه تهديد بالخطر !

انها هى الفتاة فقلت بتساؤل :

قد يبدو سؤالى غريب

اغلقت الكراس و ترددت بشأن ان اريها هذا ام لا ام اسألها هل تقابلنا من قبل ام لا

ثم قلت بالنهاية بعد تردد كبير و مددت يدى بالمصافحة :
= انا كيليان ، ما اسمك ؟

أومأت له حين أجاب بالإيجاب ، لأراقب ما يفعل ، يفتح كراس .. و يُغلقه مُجددًا .. قطبت ، لأخفض نظري ليده الممتدة بعد أن وصل إليّ ..
هل من المُعتاد أن يمُد الجميع يد المصافحة هنا للغرباء ؟!
رمقت يده بتردد للحظات ، قبل أن أمد يدي بدوري و التي بالكاد لمست يده قبل أن استعيدها مُجددًا :
+ سكايلر ..+

لا اعلم هل ضايقتها مصافحتى ام لا ـ و انا سئ مع الفتيات عامة ـ فقلت بتردد :

هل ضايقتك ؟ لم اقصد فقط انا

لم اجد ما اقوله فقررت التنفس بقوة ثم قلت :
مرحبا سكايلر ، هل تحتاجين مساعدة هنا ؟

حركت رأسي نفيًا :
+ لا بأس ، أنا فقط .. لستُ مُعتادة على أمور الاختلاط تلك ..+
ليست كذبة ، فقد قضيت أغلب عمري بالقصر بشكلٍ عام !
رمقته بعدم فهم ، هل أنا مفضوحة لتلك الدرجة ؟ ..:
+ مُساعدة بشأن ..؟+
قلتها بينما أرمقه في تساؤل .

حركت يدى بشعرى بتوتر ثم قلت :

اعنى اي مساعدة اساعدك بالبحث عن شئ او

لم استطع ان اكتم هذا بداخلى اكثر من هذا فقلت :

هل صدف و كنتى بإنجلترا من قبل ؟

هل انتى انجليزية .؟

هل هو شعور فحسب أم أنه .. ليس على ما يُرام ؟
تسمرت مكاني عند سؤاله ، إنجليزيَّة !
نقيّت حلقي ، كيف ..؟ :
+ بلى ، إنجليزيّة ، و مكثت في إنجلترا .. لبضعة سنواتٍ فحسب في صغري .. لما ؟+
أملت رأسي :
+ هل أنت بخير ؟+

نظرت لهاو قلت بحرج :

انا بخير فقط كنت احاول ان اعرف هل هناك امكانية لأن اكون قد رأيتك مسبقا ام لا

لا زلت متردد بشأن اخبارها بتلك الرسمة لأننى شخصيا فزع من الامر فأكملت :

فانتى تبدين مألوفة بشكل كبير

إبتسمت لأغير الموضوع مؤقتا و قلت :

هل انتى من عائلة سحرة ام عائلة عامة ؟

انا عن نفسى فوجئت ان والدتى كانت ساحرة و انا ورثت منها تلك الهبة لكن والدى عامىّ .

لم أجد تعليقًا مناسبًا لكوني مألوفة ، لذا التزمت الصمت .. القدر ساخر ! فقط أجبتُ سؤاله :
+ امم.. لنقُل أني من عائلة عامّة ، لكن أنا و إخوتي ولدنا بقدرٍ سحريّ ..+
صمتُّ للحظات ، قبل أن أسأل للتأكد فحسب ..:
+ هل أنت مُتأكد من كونك على ما يُرام ؟+

انا على ما يرام فقط لا افهم
و هى حتى عائلتها عامية فلن تستطيع تفسير هذا لى

قلت محركا رأسى بتفكير :
انا بخير بلى فقط

زفرت ثم قلت :
سأريكى شئ لكن لا تفزعى حسنا ؟

مالت ابتساتي في شيء من السخرية الغير مقصودة .. أفزع ؟! حسنًا ..
حركت رأسي دون معنى لأستعيد ملامحي الهادئة ، لأومئ :
+ حسنًا ..؟+

نظرت لها قليلا ثم فتحت الكراس على الرسمة تلك و اريتها اياها و قلت :

رسمتها امس قبل السادسة مساءا تقريبا

صمت قليلا و قلت :
انها انتى ، لم اعرف كيف رسمتها لكنها انتى .

تأملت رسمته تلك بصمت لفترة لا بأس بها ، لأبتلع ريقي بصعوبة و تنال جبهتي تقطيبة خفيفة ..
أظن أن هذا سيحدُث ، مُحتمل .. لم أمُر بموقفٍ كهذا قبلاً !
تناولت منه الدفتر ، لأسحب نفس عميق ، قبل أن أرفع عيناي له :
+ هل .. أنت عرّاف ؟+

نظرت لها و قلت محاولا الفهم :

عراف ؟

انها تعنى ساحر ؟

فكرت قليلا ثم قلت :

ام تقصدين متنبئ بالمستقبل !

انا لا اعرف
ارسم احيانا اشخاص لا اعرفهم لكن لا اعلم ما الهدف من هذا

+ مُتنبئ من أصول سحريّة .. ؟+
أومأت له بتفهم ، ثم أعدت له الدفتر ، لأنظر حولي قائلة بتوتر خفيف :
+ أنظر أين نحن .. أين خطرٍ قد يُصيبني هنا ؟ فمن المُفترض أنها مؤمنة ..+
قطبت ، لأنظر له بشك :
+ صحيح ؟+

نظرت لها و قلت :
لا بالطبع ليست آمنة !

درت بنظرى بالمكان و قلت :

نحن نتعلم السحر هنا ، هناك سحرة اخيار و سحرة اخيار هذا غير مخاطر المخلوقات السحرية و اللعنات و الكثير من الاشياء التى سمعت عنها و ااثارت بداخلى الرعب !

حركت رأسى بتفكير ثم قلت :

لكن اعتقد ان كلما التزمنا بقواعد الامان لن يصيبنا مكروه اليس كذلك ؟

على الرغم من أن كلماته مُثيرة للهلع في حد ذاتها ، إلا أنهُ مُحق ، فقد انسللت بالمكان و صنعت لي وجودًا دون أدنى مجهود ، و النصل المرسوم .. مألوف إلى حدٍ كبير !
أومأت له ، لتخرج كلماتي مختنقة :
+ صحيح .. بالتأكيد ..+
صمتُّ للحظات ، ثم سألت :
+ هل حدث معك هذا قبلاً ؟ أعني .. رسم أحد لم تلتقيه من قبل ؟+

اومأت برأسى و قلت :

اجل حدث من قبل لكنها لم تكن بتلك الدقة من قبل

و لم اجد صاحب الرسمة من قبل ايضا

صمت قليلا و اكملت :

لكن ربما اكون قد رأيتك بأرجاء انجلترا و انطبعت فى اللا وعى الخاص بى و رسمتك بعدها ، لا داعى للقلق .