الرقعة المفقودة

تقودني غريزتي وقدماي - دائماً - للمناطق الغريبه والخطِره
المكان مُظلم وبارد وليس به شيء
لا لا
اخطأت
هناك أحد هُنا
صفير ضعيف مني
& مرحباً

أتلفت حولي لشعوري بوجود كائن ما
أكره تلك الغريزه
أحك انفي
وطوال هذا الوقت الشبح الذي أمامي لا يتحرك لأكاد أعتقد أنه تمثال
وفي الأخير تحرك ونظر لي ثم أشاح بوجهه
وأنا من النوع اللحوح ، وهذا أحد الأسباب التي جعلت جميع آل ساراس يتفقون لآتي لُهنا بدلاً من دخول معقل السحر في الهند ، وبنفوذهم تم الأمر
أسير تجاه التمثال الذي ليس بتمثال لأقف لجانبه وأمد بجسدي للأما تجاه تلك الحُفره لأصدر صفير ضعيف آخر
& هي عميقه كما يُقال إذن 
أعتدل لأقفز لغتة وأنزل أرضاً في وضع القُرفصاء
& فيديا هو إسمي ، وأنا جديده هُنا وقد مللت من الداخل وقررت الخروج وإكتشاف المنطقه لتجلبني لقدماي لهُنا
أُدير وجهي له
& لأجدك وأتحدث معك وأنت صامت ولا تُجيب
أعود لألتفت للأمام لأرفع كتفاي وأخفضهُما
& هذا شأنك بكل تأكيد ، وكذا شأني أن أتحدث لأنني أمِلْ من الصمت الطويل

نهضت بسرعه ونفضت ملابسي لأذهب للجلوس بجواره من جديد
& تحدث معي ، أنت لست بأخرس أو لسانك مقطوع أو القطه أكلتُه
من جديد هذا الشعور وتلك الحكّه في أنفي لأتلفت حلوي لليمين واليسار
& هممم ، فقدت عقلي كما يبدو
أنتبه من جديد للصامت
& أخبرني إسمك

ضحكت لردود أفعال وجهه المُتهجم الجامد
& أستطيع الطفو بمهار ، هذا لو فكرت في دفعي من هُنا ، وبكل تأكيد تُفكر
أميل بجسدي من جديد للحفره
& الحديث ليس بسيء وبخاصه أن صمتك يجعلك تُفكر في أور بشعه لتفعلها بي ، ويجعلني لا أتوقف عن الحديث

أبتسم على الرغم من الجليد الذي يلمع في نظراته لي
حركت كتفاي
& سأستمر في التحدُث إذن
أتنحنح وألتقط نفس عميق لأنني أنسى التنفُس في بعض الأوقات
& إسمي فيديا ساراس ، ولست أنجليزيه بل أنا هنديّه أباً عن جِداً ، ومن المُفترض أن مجيئي لهُنا كعقاب أو تهذيب أو أمر مثل هذا
أُحرك يدي وأنا أتحدث لأوصف كل ما أقول
& لا يعلمون أن هذا ما تمنيت ، لقد خرجت عن الدائرة التي يقبع بها الجميع ، قد أكون الوحيده التي ستُكمل دراستها السحريه خارج الهند
ولا اتوقف عن الحديث ....

تقريباً قصصت له حياتي منذ ولادتي للآن
لم أرغب في سرد تاريخ عائلة ساراس ، والذي يعود لما قبل الميلاد ... رُبما
جذبني شيء في هيئته لأظهر عصاي السحريه
& لوموس
ليصدر ضوء من طرف عصاي ، ليس بقوي إنما يكفيني للرؤيه
أُقرب وجهي منه وعيناي ترتكزان على عينيه لأقول بنوع من الإفتتان
& رائع 
أعود بظهري للخلف وأظل رافعه عصاي ليُنير ضوء طرفنا المكان بعض الشيء
& لم أرى تلك التركيبه من قبل ، قرأت عنها فقط
& نوكس
لينطفئ الضوء الصادر من العصا السحريه
& أنت مُميز بالمناسبه

وقد تحدث وأخيراً
لا يهُم ما قال
المُهم أنه تحدث
& صوتك ليس بسيء بالمناسبه
أحك جانب رأسي
& صراحه لا أعرف ، لأنه عن نفسي كانوا يُحاولون منعي من الهرب وليس بطردي
ألتفت له بحماسه
& أخبرني إسمك

& لا
قُلتها بنبرة قويه مُرتفعه
لا أحد يُجبرني على شيء لا أُريد
& سأبقى ومعك ، لن أنهض ولن أستدير ولأن أركض وأدخل للقعله
ضغطت على مخارج ألفاظي
& سأبقى ومعك
ولا اعرف ما الذي دهاني مع هذا الغريب والذي لا يقبل بي
غرائزي من جديد

ضحكت عالياً
& كلب وعبده .. يال تعابيرك القديمه
إذا فكر أنه أهانني أو خدش كرامتي فهو واهم وليُفكر من جديد
لا يعرف ما هي الإهانه وكيف تكون
أعرف امثاله
& لو أنا عبده - كما تقول - لنهضت وإلتفت وجريت ودخلت للقلعه ما أن قُلت أنت هذا
أُداعب خصلات شعري المُنسدله
& وبالنسبه لمسألة الكرامه تلك فلا تشغل بالك بها

أتوقف عن لف خصلة شعري على إصبعي لأنظر له
& وأنا أُريد هذا
أبتسم وأعود لإدارة خُصلة الشعر حول إصبعي
& وعدم تنفيذي لما تُريد لا يجعلني عبده
لو تصرف بطريقه مُختلفه معي لرُبما ذهبت
إنما ما فعله جعل الملل يحيد عن طريقي وأشعل في نار عجيبه
راق لي الأمر كثيراً
للأسف سيجدني في طريقه أينما ذهب بعد الآن
& إسمك ما هو ؟

أحذو حذوه
& هذا أفضل ، أنت مُحق
أظهر عصاتي من جديد وأرفعها للأعلى
& أكسبكتو باترونام
لأبتسم مع ظهور البتروناس خاصتي
ببغاء كبير ، ولو أن البتروناس ليس جسده فضي ومُضيء بهذا الشكل لظهر الببغاء بألوانه المُتعدده
فأنا البروناس الخاص بي على شكل الببغاء الناطق
مأخوذ من شخصيتي
& أضئت المكان لأن الظلام لا يجعلنا نرى شيء بوضوح
أضع ساعداي أسفل رأسي وأنظر للسماء
& أسلافي هُناك بين النجوم
أضحك
& على الرغم من عدم رؤيتي لأي نجوم

لاحظت حركته لأُحرك عصاتي فيختفي البتروناس ويعُم الظلام المكان من جديد
أُدير رأسي على ساعداي لمكانه
& لقد ذهب
صمت للحظة واحده فقط
& لم تُخبرني إسمك
هذا الشعور من جديد وتلك الحكّه التي في أنفي
رُبما .... لا لا ... ولما لا ... سيكون هذا رائع دون شك
أنا محظوظة

غرائزي العزيزه أشكرك
لمعت عيناي بسبب الإثاره إنما وللمره الأولى أبقيت الأمر لنفسي

أضع يدي على قلبي لأُدرك أن حماستي بتلك الطريقه ستفضحني
وليذهب الأمر دون مُقدمات
عادت ضربات قلبي لطبيعتها وأنفاسي إنتظمت
& ألواني المُفضله هي الأبيض والأسود والرمادي والأحمر ، وماذا عنك
أنظر للسماء وقد بدأت النجوم تظهر بعض الشيء
& أتعرف أنني أحفظ جميع أسماء النجوم والكواكب ، وماذا عنك
أُحرك يدي التي رفعتها لأرسم شكل أحد الأبراج
& شغفني هذا العلم منذ الدقيقه الأُولى ، هناك سحر فريد للنجوم

يهُرب مني إذن
لا يهرُب مني أحد أو شيء
أنا فقط من أهُرب
وضعت يد حامسه في مُنتصف صدره تحديداً وفي نفس الوقت سحبت ببطئ السماعه القريبه مني لأضعها في أُذني دون قول شيء
أرفع يدي وأبعدها
& إهدأ .. إختيارك جيد .. الحياه قصيره
وقررت الصمت لبعض الوقت ليهدأ هو وأُفكر أنا فيما قادتني إليه غرائزي
عبارة لا مشاكل تبخرت وذهبت لأدراج الرياح
فأنا في الأخير من آل ساراس ، وأنا من نجت من براثن الموت